مصادر إيرانية لـ القبس: تشديد حراسة نجاد خوفاً من اغتياله
الرئيس السابق سجّل فيديو حول المؤامرة التي تستهدفه

محمد مجيد الأحوازي
قال مصدر مطلع لـ القبس من طهران إن مخاوف أمنية تتعلق بسلامة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أدت إلى إلغاء زياراته ورحلاته الداخلية، وزيادة مفاجئة في بروتوكولات الحماية الخاصة به.
وأضاف المصدر أن «أحمدي نجاد قال أخيراً في مجلس خاص إنه سجّل مقطع فيديو حول مؤامرة اغتياله والأطراف المتورطة في هذا المخطط، بالإضافة إلى بعض القضايا المهمة ذات الصلة، ويمكن الإفراج عن التسجيل ونشره عند الحاجة».
وأكد المصدر المقرّب من نجاد لـ القبس أنه «في الآونة الأخيرة، وبسبب تزايد التهديدات بالاغتيال والتصفية الجسدية للرئيس، قلّل نجاد من التوجه إلى مكتبه في منطقة ولنجك بطهران، ونادراً ما يغادر مكان إقامته».
وقال المصدر إنه «في الأسابيع الأخيرة، تم تكثيف بروتوكولات الحماية الخاصة للرئيس أحمدي نجاد».
وقبل أسبوعين، أفادت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية، وبعض وسائل الإعلام الحكومية والأمنية، بوقوع انفجار في منطقة نارمك بطهران، ورداً على ذلك، كتب موقع «دولت بهار» الإخباري، المقرب من أحمدي نجاد: «يعتقد البعض أن نشر أخبار انفجار نارمك، حيث يقع منزل أحمدي نجاد، التي تناقلها بعض وسائل الإعلام على نطاق واسع، قد يهيئ الأرضية لمحاولة اغتيال أحمدي نجاد».
حماية الشخصيات المهمة
ومهمة حماية الشخصيات المهمة في إيران تقع على عاتق جهاز أمني تابع لقوات الحرس الثوري، يُدعى «سباه الأنصار»، وأي تهديد قد يتعرّض له نجاد، هو ضمن مسؤولية هذا الجهاز الأمني.
جدير بالذكر أن لأحمدي نجاد خلافات قوية مع جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري، وفي عام 2017 انتقد جهاز المخابرات ورئيسه حسين طائب بالتفصيل في فيديو نشره سابقاً.
وأوضح المصدر لـ القبس أنه جرى إحباط تهديدين أمنيين لنجاد، ونظراً للتهديد المتزايد، يستخدم حرّاسه الشخصيون السترات الواقية من الرصاص ومعدات حديثة لحمايته، لم يسبق أن تم استخدامها من قبل الفريق.
وفي مقطع فيديو نشر أخيراً لنجاد، وهو يلتقي بعض الأشخاص في منطقته السكنية، يظهر حراسه الشخصيون وهم يحملون الأسلحة، وهو شيء لم يحدث من قبل.
حوادث سابقة
وخلال فترة رئاسة نجاد، اغتيل أحد حراسه الشخصيين في جنوب إيران، وقبل أسابيع قليلة من انتهاء ولايته في يونيو 2013، تحطّمت مروحيته، لكنه لم يصب بأذى.
وكشف المصدر لـ القبس – للمرة الأولى – أن الحادث الذي تعرّضت له هذه المروحية كان متعمّداً، ووثائق وإثباتات هذا الادعاء ستكون متاحة للقراء قريباً.
وبعث نجاد أخيراً رسائل عدة إلى شخصيات سياسية مختلفة من العالم، ما قد يتعارض مع السياسات الرسمية للحكومة في إيران.
وفي رسالة لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، قال نجاد إن استمرار الحرب في اليمن ليس في مصلحة أي من البلدين، وأن الخاسرين في الحرب هم دول المنطقة وشعوبها.
وذكر في مقابلة خاصة مع القبس أن السعودية وإيران بحاجة إلى تفاعل وتعاون بين الطرفين.
وشعبية نجاد حالياً في طليعة استطلاعات الرأي العام المختلفة في إيران، ونشر موقع «إيران واي»، الذي تديره المعارضة الإيرانية استطلاعاً للرأي، وتصدر نجاد من بين غالبية المرشحين للرئاسة الإيرانية في انتخابات 2021.
وكتبت صحيفة «فرهيختجان» التابعة لجامعة الحرة في إيران أخيراً أنه في استطلاع أجرته ISPA، وهي مجموعة استطلاعية قريبة من التيار الإصلاحي، كان نجاد الخيار الأول بين المرشحين.