تبرئة ترامب لم تغلق ملف اقتحام الكونغرس
مطالبات بلجنة على غرار لجنة التحقيق بهجمات 11 سبتمبر

ولاء عايش
يبدو أن تبرئة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم تغلق ملف اقتحام الكونغرس بعد، إذ يصرّ مشرّعون في الحزبين الجمهوري والديموقراطي على المضي قدماً في التحقيق بالواقعة، وتشكيل لجنة مستقلة، على غرار تلك التي حققت في هجمات 11 سبتمبر 2001.
ولا يزال المعادون لترامب مقتنعين تماماً أن حكم «الشيوخ» لم يتناسب مع حقيقة قوة الأدلة، لذلك طالبوا بإجراء المزيد من التحقيقات في واقعة 6 يناير.
السيناتور بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين السبعة الذين صوتوا لإدانة الرئيس السابق، أوضح أنه لابد من فتح تحقيق كامل يحاسب المذنب. وقال: «حين يسمع الأميركيون الحقائق فسيتبنى المزيد منهم موقفي».
أما السيناتور الديموقراطي كريس كونز، أحد حلفاء الرئيس جو بايدن، فأوضح: «يوجد المزيد من الأدلة التي يستحق الشعب الأميركي الاستماع إليها، ولجنة على غرار لجنة سبتمبر وسيلة تضمن تأمين الكابيتول في المستقبل، وتكشف بها إلى أي مدى انتهك ترامب قسمه الدستوري».
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وعلى الرغم من إقراره بأن ترامب يتحمّل مسؤولية اقتحام الكابيتول، اعتبر أن سلوكه بعد الانتخابات كان مبالغاً فيه. وأضاف: «نحتاج إلى لجنة مشابهة لتلك التي حققت في 11 سبتمبر لمعرفة ما حدث والتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى».
أما المدعون الذين دافعوا عن إدانة الرئيس السابق فقالوا إنهم أثبتوا حجتهم.
وكالة «أسوشيتد برس» أكدت أن هذا الأمر قد يتطلّب تشريعاً، ومن شأنه أن يرفع منزلة التحقيق، ويقدّم تقريراً نهائياً للأحداث.
ملاحقة قانونية
إلى جانب إعادة التحقيق في دور ترامب في أحداث الكابيتول، ثمة قضايا قانونية أخرى تطاول الرئيس أيضاً، فمن المتوقع أن يُرغم على المثول أمام المحاكم، لمواجهة بعض الدعاوى القانونية. واحدة تتعلق بممارسة حملة ضغط على مسؤولي الانتخابات في ولاية جورجيا، وأخرى في مانهاتن بشأن مدفوعات وصفقات تجارية.
وأشارت مصادر إلى أن بعض ضحايا أحداث الكابيتول قد يقاضونه.
لوري ليفنسون مدعية عامة فدرالية سابقة أكدت أن الأشخاص الذين اعتقلوا يمكن أن يشهدوا ضد ترامب. وقالت: «إنها ليست قضية سهلة، نتيجة ما نعرفه الآن، وذلك يمكن أن يتغيّر».
في السياق، أفادت استطلاعات رأي بأن مخاوف أخرى ستلاحق الرئيس أيضاً، لا سيما في ما يتعلق بمستقبله السياسي و«مستقبل الترامبية».
فإمكانية الاحتفاظ بقاعدة جمهورية واسعة، باتت أمراً صعباً ومن المتوقع أن تنحسر الترامبية وتتلاشى، بعد أن خسر الكثير من حضوره ونفوذه بخسارته موقعه وممارسته محاولات فاضحة للبقاء في الحكم.
أما في ما يتعلق بقوته السياسية، فيعتمد الأمر على قدرة مواجهة انقسام الحزب الجمهوري، فالمتمسكون به لا يراهنون على عودته بقدر ما يتسابقون على وراثته وكسب تأييد قاعدته في الانتخابات الرئاسية القادمة. كما أن الحزب خرج من تبعيته لترامب وانقسم إلى جناحين، وليس مصادفة أن معظم رموز هذا الأخير حريصون على مغازلة جمهوره من خلال الالتصاق به، مثل السيناتورين تيد كروز وماركو روبيو ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو وغيرهم.
السيناتور ليندسي غراهام، أحد أشدّ الموالين للرئيس السابق، قال: «هدفي هو الفوز عام 2022 لوضع حدّ للبرنامج الأكثر تطرّفاً، الذي يرى أنه سينتج عن رئاسة بايدن، مشدّداً على أنّه لا يمكننا فعل ذلك من دون دونالد ترامب».
وفي ما يخص الأمن والأمان، ستبقى واقعة اقتحام الكونغرس تلاحق ترامب دائماً، لا سيما أن الكثير يتخوف من تكرار الاعتداء على مؤسسات الدولة والقانون وتعزيز النزعة السلطوية.
بايدن يدعو إلى إصلاح تشريعات بيع الأسلحة النارية
من المقرر أن يعقد بايدن، الجمعة المقبل، أول اجتماع مع زعماء مجموعة السبع بشكل افتراضي، لبحث سبل مواجهة فيروس «كورونا» والاقتصاد العالمي وتعامل المجموعة مع الصين.
وفي الذكرى الثالثة لحادثة إطلاق نار داخل معهد في باركلاند بولاية فلوريدا، دعا بايدن إلى التحرك فوراً لإصلاح تشريعات بيع الأسلحة النارية في البلاد. وقال إنّ «هذه الإدارة لن تنتظر إطلاق النار الجماعي القادم للتحرك».
وطالب بايدن الكونغرس بسن إصلاحات تتعلق بالسلاح، وفرض مراجعة سجلات المشترين في كل عملية بيع، وحظر الأسلحة الرشاشة وشواحن الذخيرة العالية السعة، مشدداً على أنه يجب وضع حد لحصانة مصنعي الأسلحة.
كامالا هاريس نائبة الرئيس تواصل العمل هي أيضاً، لا سيما في ما يتعلق بأزمة «كورونا» التي لا تزال تعصف بالبلاد. وقالت إن «ترامب لم يترك إستراتيجية أو خطة وطنية لمكافحة هذا الوباء».
وأضافت لموقع «أكسيوس» أن «الإدارة السابقة لم يكن لديها مخزون من اللقاحات عند مغادرته المنصب»، مؤكدة أنه «لم يتم اتباع إستراتيجية وطنية محددة أو خطة تلقيح، لذا تواجه الولايات المتحدة اليوم إعصاراً يتطلب حسن القيادة وبذل الجهود».
ترامب أصرّ على قتل الأسد بعد الهجوم الكيماوي
كشفت كاثلين ماكفرلاند المستشارة السابقة في إدارة ترامب، أن الأخير أراد اغتيال بشار الأسد رئيس النظام في سوريا، قبل أن يقوم مسؤولون بإقناعه بالعدول عن مخططه. وأشارت ماكفرلاند إلى أنه لم تمر أسابيع على وصوله للحكم في 2017 حتى أصر على اغتيال الأسد، عقب مشاهدة صور مجزرة قتل السوريين في إدلب بغاز السارين.
وفي التفاصيل، أفادت أنها قالت لترامب: «سيدي الرئيس، لا يمكنك فعل ذلك، وتساءل: لماذا؟ فأجابته: لأنَّ هذا بمنزلة إعلان حرب». وأضافت: «حدَّق ترامب بي عاقداً يديه بجدية بأسلوبه المعتاد، كنت أعرف أن ما أراده هو معاقبة الأسد بطريقة ما، وألا يسمح له بالإفلات بفعلته».
بعد أشهر قليلة من هذه المحادثة مع ترامب، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن ماكفرلاند أقيلت من منصبها بسبب مخاوف من انحيازها الحزبي. وفي سبتمبر 2020 ناقش ترامب في حديث مع قناة فوكس نيوز قتل الأسد، كرد على الهجوم على المدنيين في خان شيخون، لافتاً إلى أن وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس عارض الخطة.
وسوف تعرض هذه الحقيقة وغيرها الكثير من قرارات ترامب المثيرة للجدل داخلياً وخارجياً في مسلسل وثائقي أعدته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعنوان «ترامب في مواجهة العالم».