الشرق الأوسط

لبنان: ترددات خطاب الحريري مستمرة

حرب تصريحات.. وأسماء عون للتوزير تثير جدلاً وسخرية

بيروت – أنديرا مطر-

أغلقت المواجهة المستمرة منذ أشهر بين فريقي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الباب امام حل سياسي لبناني، وهو ما سينعكس مزيدا من التدهور ما لم يطرأ في الأفق أي حل خارجي.
«الاوضاع في البلاد سائرة حتما من الانهيار الى الانفجار» على ما يقول نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي. فترددات خطاب الحريري في ذكرى اغتيال والده وما استجره من ردود من رئاسة الجمهورية ومن مسؤولي التيار الوطني الحر، اوحت ان المساكنة أصبحت مستحيلة بين الفريقين.
الحريري رمى كرة التعطيل على رئيس الجمهورية ولاقاه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مستكملاً ما بدأه الحريري وإنما بسقف أعلى، معتبراً أن «الحاكم مدمر والحكم عبثي»، لتتوالى بعدها المواقف وتشتعل الحروب «التويترية».
تعقيب القصر الجمهوري اتى مقتضبا مكتفياً بالإشارة الى أن كلمة الحريري «تضمنت مغالطات كثيرة واقوالا غير صحيحة» تاركاً على ما يبدو تفاصيل الرد على كلمة الحريري، لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الأحد المقبل. وكشفت معلومات صحفية أنه تم تعيين المستشار السياسي لباسيل أنطوان قسطنطين مستشاراً إعلامياً وسياسياً للرئيس عون.
مستشار عون الوزير السابق سليم جريصاتي كان الأعنف اذ توجه الى الحريري بالقول «خطابك تميّز بخفّة لا متناهية ولست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العدّ»، ليرد عليه تيار المستقبل واصفا إياه «بالمفتي الدستوري لعهد عون، والمفتن منذ ايام الوصاية السورية».
تشكيلة عون
على هامش المشكلة الأساسية التي كشفها الحريري في ملابسات تشكيل الحكومة وهي الثلث المعطل الذي يريده الرئيس عون، والذي جدد الحريري تاكيده أنه لن يمتلكه أي طرف، اندلع سجال آخر خاصة عندما عرض الحريري ورقة تحتوي أسماء الشخصيات المقترحة للتوزير من رئيس الجمهورية.
وضع الرئيس عون في اللائحة التي قدمها، أسماء لوزراء مقترحين من مذاهب وطوائف مختلفة ولوزارات مختلفة أيضاً. وهي تشكيلة حكومية شبه جاهزة، اختار الحريري منها مجموعة أسماء وضمها إلى تشكيلته وعرضها على عون الذي رفض هذه المقترحات بسبب تمسكه بالثلث المعطل.
اظهار الحريري تشكيلة عون سواء كانت مقصودة ام سهواً، نقلت النقاش الى مكان آخر. فالأسماء المقترحة المعروفة منها وغير المعروفة اوحت باستحالة تشكيل حكومة إصلاحية بأسماء لا هي اختصاصية ولا هي مستقلة، إلا إذا كان المطلوب أن يكون الوزراء مجرد مطيعين للجهة السياسية التي يمثلونها.
الإعلامي رياض طوق رأى انه «بعد الاطلاع على ورقة عون- الحريري نطالب بشدة بالابقاء على حكومة حسان دياب لأن نوعيّة الأسماء المقترحة لا تصلح لإنشاء لجنة بناية».
من بين الأسماء اقترحها رئيس الجمهورية الاعلامية ندى إندراوس عزيز لوزارة الإعلام والفنان ميشال إلفتريادس لوزارة الثقافة. وهما وجهان لا يخفيان تأييدهما المطلق للرئيس واثارا موجة من الاعتراض على وسائل التواصل الاجتماعي حيث رأى معظم المغردين ان وجود الفتريادس الملقب بالامبراطور في وزارة الثقافة سيخلق جوا من الترفيه، وهو الذي اكتسب لقبه هذا بعد إطلاقه إيديولوجية فلسفية أسماها «أمبراطورية نويرستان» نسبةً الى اللامكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى