السودان تعلن حالة الطوارئ بعد احتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية

جان ماري توما-
أعلنت سبع مناطق في السودان حالة الطوارئ عقب احتجاجات عنيفة ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وفُرض حظر التجول وأُجبرت المدارس على الإغلاق في 10 مدن في أنحاء دارفور وشمال كردفان وغرب كردفان وسنار. كما نُهبت المباني وأحرقت وسُرق الطعام من الأسواق والمحلات التجارية. وهذه المناطق المذكورة أعلاه هي من أفقر المناطق في السودان.
تعتقد الحكومة العسكريّة والمدنيّة المشتركة أن أنصار الرئيس السابق عمر البشير يقفون وراء الاحتجاجات. وكانت قد أمرت الحكومة مؤخرًا بمحاكمة أعضاء من حزب البشير، وفق ما ورد في موقع «الغارديان».
يكافح ملايين الأشخاص في البلاد حيث تستمر تكلفة المعيشة في الارتفاع وسط الصعوبات الاقتصادية. وانخفضت قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار من 260 جنيهًا في نوفمبر إلى 315 جنيها الشهر الماضي. كما ارتفع معدل التضخّم السنوي من 254٪ في نوفمبر إلى 269٪ في ديسمبر، وفق المكتب المركزي للإحصاء.
قالت شبكة «أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة» إنّ انعدام الأمن الغذائي قد يصل إلى مستويات الأزمة في أجزاء من كردفان ودارفور في الأشهر المقبلة. ارتفع سعر الخبز، وزادت أسعار الأرغفة المدعومة التي أصبحت نادرة من 2 جنيه إلى 5 جنيهات، بينما يباع الخبز غير المدعوم في بعض مناطق الخرطوم مقابل 15 أو 20 جنيها وحتى 50 جنيها في دارفور وكردفان.
في يناير، بلغ سعر كيلو السكر 220 جنيها بعد أن كان 150 جنيها في 2020. ويشجع المجتمع الدولي السودان على خفض قيمة عملتها من أجل الحصول على قروض.
صرخة السكان
أكّد محمد بابكير، الناشط الذي شارك في الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط البشير في عام 2019، إن الاحتجاجات لم تتوقف منذ عام 2019. «الناس يتظاهرون دائمًا هنا وهناك، يطالبون بالعدالة لمن قُتلوا، أو يطالبون بتحسين السياسة من خلال التمتع بالحريات والانتقال المدني في الحكم»، وفق ما ورد في «الغارديان».
قال بشير الصادق، وهو مدرّس في مدرسة ثانوية للبنات في شمال كردفان، والتي شهدت احتجاجات كبيرة، لصحيفة الغارديان: «إنّ أكثر من نصف تلاميذي يحتاجون إلى المساعدة في شراء الطعام». وأضاف: «نعمل نحن الأساتذة كعمال نظافة أيضًا لمساعدة أنفسنا وأسرنا. الناس يكافحون حقًا وهذا خطأ الحكومة، لم يقدموا ما يكفي من الغذاء المدعوم».
أمّا عبد الرحيم أحمد، مدرّس في ثانوية للبنين في مدينة الرهد: «في المنزل نسكن فقط أنا وزوجتي، وكنا نأكل الفاكهة كل شهرين، والآن توقفنا عن تناول الفاكهة، لأنها باهظة الثمن. أنا أيضًا أمشي إلى المدرسة بدلاً من ركوب وسائل النقل، التي تكلّفني حوالي 100 جنيه. فأنا أعتقد أنني يجب أن أشتري شيئًا لأتناوله وزوجتي بدلاً من إهدار الأموال على وسائل النقل».