
ولاء عايش
بعد خسائر الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، بسبب تعنت الرئيس السابق دونالد ترامب ومحاولاته السيطرة على الحكم، كشف ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية استعداده للمشاركة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2022.
وقال ماكونيل «إن فرصة استعادة مجلس الشيوخ هي الحصول على مرشحين يمكنهم الفوز بالفعل، وقد يشمل ذلك أو لا يشمل محاولة التأثير على نتيجة الانتخابات التمهيدية»، مضيفا أن حزبه عانى في الماضي من المرشحين الذين فازوا في الانتخابات التمهيدية، لكنهم فشلوا في الانتخابات العامة.
وفيما لا يزال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة لدى ناخبين جمهوريين كثر، اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن على ماكونيل مهمة صعبة لتحقيق التوازن، وقد يواجه حملات مضادة من الجناح المؤيد لترامب، لافتة إلى أن جمهوريين قد يفوزون بسهولة، حتى في انتخابات عامة في مناطق يقطنها محافظون. واستدركت أن هؤلاء المرشحين يجازفون بتعقيد جهود الحزب في مناطق أكثر اعتدالاً.
كما رأت الصحيفة أن تحركاً قوياً من ماكونيل ضد مرشح مؤيد لترامب قد يثير ردّ فعل عنيفاً من القاعدة، ولاستعادة السلطة على زعيم الأقلية استبعاد أي مرشحين متطرفين، يخشى أن تكون لديهم فرصة ضئيلة للفوز.
وفيما يسعى الحزب الجمهوري إلى الوقوف مجدداً ولملمة هزائمه، أفادت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بأن ترامب يستمر في الانعزال كنجم سينمائي سابق في هوليوود، ويلتزم صمتا غير معتاد، لأنه يستعد للانتقام من جمهوريين قاوموا ضغوطه لتغيير نتائج الانتخابات وصوّتوا لإدانته.
تجنيب ترامب واتهام بيلوسي
في السياق، لا يزال جمهوريون كثر يتمسكون بترامب ويسعون جاهدين إلى تجنيبه المسؤولية الكاملة عن اقتحام الكونغرس. صحيفة الاندبندنت البريطانية أفادت بأن 4 جمهوريين أشاروا إلى أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب تتحمل جزءاً من الإخفاق الأمني أثناء الاقتحام العنيف.
جيم جوردان وديفين نونيس ورودني ديفيز وجيمس كومر انتقدوا تركيزها المُبالَغ فيه على مخاوف أمن داخلي مفبركة، واتهموها بقيادة تمثيلية سياسية بعد دعمها تركيب أجهزة كشف المعادن في مبنى الكابيتول. كما أشار النواب إلى أن بيلوسي متورطة في رفض طلبات رئيس شرطة الكابيتول آنذاك ستيف سوند، بتلقي دعم من قوات الحرس الوطني. في المقابل، قال درو هاميل رئيس موظفي مكتب بيلوسي إن رسالة الأعضاء هذه ليست إلا محاولة حزبية واضحة لتحميلها المسؤولية، لصرف الانتباه عن دورهم في دعم مزاعم الرئيس السابق «الكاذبة» بتزوير الانتخابات.
محاربة التطرف المحلي
من جهة أمنية، لا تزال واشنطن تعمل على محاربة تطرف محلي عُزز بفضل ترامب ومؤيديه. صحيفة الإندبندنت أفادت بأن تصاعد خطر انتشار العنف دفع خبراء الإرهاب إلى الالتفات إلى الداخل ورصد تحولاته الخطيرة بدلاً من الاهتمام بحركات التطرف في العالم.
مارثا كرينشو واحدة من أبرز خبراء الإرهاب أكدت أن هجوم الكابيتول كشف أن المشكلة لم تكمن في العجز عن الرد، بل الإخفاق في التنبؤ بالتهديد.
وقالت إن الشغل الشاغل لأميركا منذ هجمات 11 سبتمبر كان متابعة تهديدات الجماعات المتطرفة، لكن ذلك قد أعمى بصيرة واشنطن عن الحقيقة التي تفيد بأن الإرهاب قادرٌ على أن يبدأ من الوطن، ومع أيديولوجيات مألوفة.
في المقابل، يرى كثيرون أن هجمات الكابيتول يمكن أن تشكل حدثاً محفزاً يدفع الحكومة إلى التركيز على سياسات تخص الحريات المدنية والأمن القومي والدبلوماسية، خلال السنوات القادمة.
في السياق، باشرت إدارة شرطة لوس أنجلوس تحقيقاً داخلياً بعد ورود نبأ عن تداول بطاقة معايدة تسخر من قتل المواطن الأسمر جورج فلويد.
ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن البطاقة حملت صورة لفلويد وعبارة «أخذت مني أنفاسي». وكان فلويد قد قتل خنقاً في مايو 2020، على يد عناصر الشرطة، ما أثار احتجاجات غير مسبوقة في أنحاء الولايات المتحدة.
خارجياً، تواصل إدارة بايدن العمل من أجل أميركا. كامالا هاريس نائبة الرئيس اتفقت والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة فيروس كورونا وتغير المناخ، إضافة إلى دعم الديموقراطية في جميع أنحاء العالم. كما بحث الطرفان التحديات الإقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا.