نيويورك تايمز: الكونفدرالية قد تكون حلاً للقضية الفلسطينية
اعتبرت أنها بديل لحل الدولتين وفرصة العيش بسلام

على ضوء فشل المساعي في إقامة دولتين مستقلتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للكيان الصهويني منذ توقيع أوسلو 1993، طرحت صحيفة نيويورك تايمز مشروع إقامة كونفدرالية بين الجانبين كحل نهائي وبديل.
وأكدت الصحيفة أن هذا الاقتراح هو الأنسب والأفضل لمطالب الطرفين. فالفلسطينيون يرغبون بدولة غير محتلة معترف بها دولياً، والاحتلال الإسرائيلي يرغب في الحفاظ على أمنه واستقراراه ورخائه الاقتصادي. كما يسعى الطرفان إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والسياسية والثقافية. وذلك لن يتم إلا من خلال تشكيل عصبة اتحادية كونفدرالية تكون الدول فيها ذات سيادة وعضوية في المنظمات الدولية ومشاركة عاصمة واحدة ووسائل نقل وبنية تحتية ونظام بيئي مشترك .
تعزيز الجهود
انطلاقاً من هذا الواقع أشارت نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يجب أن يعزز هذا الاقتراح من أجل أن يعيش الجانبان بازدهار وسلام. صحيح أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد ترك إرثاً ثقيلاً من أزمات دولية لا تُعدّ ولا تُحصى، القضية الفلسطيينية أكثرها تعقيداً، إلا أن خيار الكونفدرالية سيختصر الوقت والجهد ويقلل الأضرار.
فتصاعد التوتر بين الطرفين قد ازداد مؤخراً لا سيما بعد مصادقة ترامب على أن القدس عاصمة الاحتلال وأعطى بنيامين نتياهو الضوء الأخضر لبناء المزيد من البؤر الاستيطانية في القدس وأراضي الضفة الغربية.
سيناريو التنفيذ
لتطبيق الكونفدرالية على أرض الواقع، استعرضت الصحيفة الحل. وذكرت أنه على الجانبان العمل معاً في الملاحة الجوية والتخطيط الأمني. وفي القدس تقسم السيادة وتبقى المدينة مفتوحة للجميع، ويمكن أن يطبق الأمر على مدن أخرى.
ومن خلال بناء سوق مشتركة، سيسمح لرؤوس الأموال الفلسطينية الانتقال إلى الداخل وإقامة شراكات تجارية، والاستفادة من رجال الأعمال الموجودين في الأردن والدول الأخرى.
وبحسب نيويورك تايمز، يجب وقف الاحتلال الاعتماد على الإنتاج الزراعي الذي يشكل 5 % فقط من الناتج المحلي، والاستفادة من المصانع الكبيرة الموجودة في نابلس، وتوسيع الطريق5 الذي يربط المستوطنات في الضفة ليصبح طريقاً دولياً يربط وادي الأردن بتل أبيب، وإعفاء جيش الاحتلال من مهامه في حماية المستوطنات.
وأضافت أن الجانبين سيستفيدان من مصادر المياه نفسها في بحيرة طبرية وحوض البحر الميت، بما أنهما يستخدمان الشبكة الكهربائية وشبكات الاتصال نفسها أيضاً. ولم يغفل ذكر الجانب السياحي، إذ أشارت إلى أنه من المتوقع استقبال 4 ملايين سائح سنوياً مما سيضيف 9 مليارات دولار أميركي إلى إجمالي الناتج المحلي المشترك .
أما في ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، أفادت الصحيفة أنه يمكن تحديد عدد اللاجئين الذين سوف يعودون إلى الأراضي الفلسطينية، وتحديد عدد المستوطنين عبر منحهم إقامة دائمة ومن دون جنسية،إضافة إلى سن قوانين تسمح بحرية التنقل بين البلدين.