المكسيك تتحدى توجهات بايدن البيئية وتعود إلى صناعة الفحم
الرئيس أندريس أوبرادور يخطط لشراء مليوني طن فحم حراري من صغار المنتجين

ولاء عايش-
بعد أن انقطعت المكسيك عن العمل في الفحم من أجل البيئة والمناخ، أعلنت العودة من جديد. وعاد العمال الذين اعتادو العمل في هذه المهنة المتوارثة إلى عد العدة والتوجه نحو الأرض للعمل وجني المال.
رتورو ريفيرا وونغ استعان بـ40 شخصاً لإعادة العمل في منجمه بولاية كواهويلا الحدودية وقال: «نحن نعيد تنشيط هذه الصناعة، سيتم إعادة العمل في 4 أفران في المصنع الكبير للطاقة الحرارية، هكذا ستنتطلق مبيعات الفحم».
ريفيرا كان قد أغلق المنجم و اضطر إلى بيع 20 بقرة ومنزله الذي ورثه عن والدته للتمكن من العيش فيما أُجبر بعض موظفيه على البحث عن المكسرات لإطعام عائلاتهم
العودة للفحم
في تحد واضح لمبادرات الطاقة النظيفة في مختلف دول العالم، عادت المكسيك للعمل على الفحم والوقود الأحفوري. وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية صرح أندريس أوبرادور الرئيس المكسيكي عن خطط لشراء نحو مليوني طن من الفحم الحراري من صغار المنتجين. كما يخطط لإعادة تنشيط محطتين تعملان بالفحم على حدود تكساس، بعد توقفهما.
وجرى إبعاد المؤسسات الخاصة التي استثمرت بكثافة في الطاقة النظيفة إلى دور ثانوي في رؤية الرئيس المكسيكي، في حين إن الالتزامات المتعلقة بالانبعاثات والمناخ هي فكرة لاحقة بالنسبة إليه.
تحدي بايدن
هكذا ناقضت المكسيك سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن،حيث أعلن الأخير العودة إلى اتفاق باريس للمناخ وأكد أن الأزمة تشكل تهديداً وجودياً. مدير منظمة مبادرة المكسيك للمناخ البيئية، أدريان فرنانديز بريمونتز قال: «بدلًا من التفكير في الانتقال من الفحم والوقود الأحفوري، فإنه يفكّر في استخدام المزيد من الفحم والنفط». وأضاف: «لا توجد دولة أخرى في مجموعة الـ20 لديها سياسات طاقة غير طبيعية أو رجعية مثل هذه الحكومة.. لن يدفعنا ذلك نحو أهدافنا المناخية».
وتابعت الصحيفة أن خطة الرئيس أوبرادورتتجاهل مشروعات الطاقة النظيفة تمامًا، كما إن مشروع قانون إصلاح صناعة الكهرباء الذي أُرسل مؤخرًا إلى الكونغرس، من شأنه أن يجبر الشركة على شراء الطاقة من منشآتها الخاصة، بما في ذلك محطات الفحم، قبل مصادر الطاقة المتجددة.
ولكن، لإثبات حجتها وإعطاء الأولوية للوقود الأحفوري و إنشاء صناعة الكهرباء، فقد شكّكت الحكومة المكسيكية مرارًا وتكرارًا في إمكان الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحجة أن الطاقة الشمسية والرياح لا يمكن الاعتماد عليهما، زاعمةً أنه جرى إعطاؤهما الأفضلية على مشروعات الطاقة الكهرومائية لشركة سي إف إي للكهرباء.
دولة رائدة
في الماضي، كانت المكسيك دولة رائدة في مجال المناخ، وكانت أول دولة نامية تقدّم خطة للعمل المناخي قبل اتفاقية باريس، لكن مثل هذه الطموحات يجري التعامل معها الآن بقلّة اهتمام من قبل الحكومة.
فنظرة لوبيز أوبرادور للوقود الأحفوري والشركات التي تديرها الدولة تنبع من نشأته في ولاية تاباسكو الغنية بالنفط، في وقت كان يُنظر فيه إلى شركة النفط بيميكس على أنها وسيلة للتنمية الوطنية، واستُبعِدَت الشركات الخاصة والأجانب من قطاع الطاقة منذ مصادرة الملكية في عام 1938.
ووصف أنيد فيلاسكو مدير الأبحاث في المركز المكسيكي لقانون البيئة سياسة الحكومية الجديدة، قائلًا: «سأضع عقبات في طريق القطاع الخاص، الذي استثمر أكثر في الطاقة المتجددة، وسأضع معظم جهودي وما لا يقلّ عن 80% من الميزانية في الوقود الأحفوري».