الشرق الأوسط

فائق الشيخ علي لـ «القبس»: صدّام سبب دمار العراق.. وكان يتلذذ بمشاهد الدم

وليد قرضاب

أثارت رغد صدام حسين ابنة رئيس النظام العراقي البائد جدلاً واسعاً، لا سيما بعد أن حاولت تبرير جرائم والدها بحق العراقيين.
وقالت رغد في لقاء خاص مع قناة «العربية» في الجزء الأول من سلسلة حصرية بدأت الإثنين، أن والدها كان عاطفياً مع العراقيين وله مشاهد توثق ذلك.
وزعمت رغد أن وقت حكم صدام حسين كان وقت عز للعراق، وأقرت في الوقت نفسه أنه كان يتم التعامل بقسوة في حالات معينة، مضيفة: «عندما يكون رئيسك صدام حسين عليك أن تختار بين الرخاء والحرية»، مشددة على أن العراق هو ميزان المنطقة والبوابة الشرقية الحامية للمنطقة. وأكدت رغد أن التدخل الإيراني في المنطقة سافر، مشيرة إلى أن «الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية».
كما تطرقت ابنة الدكتاتور العراقي إلى «ذكريات طفولتها الجميلة» التي قضتها مع والدها. وقالت إنها «حظيت بعطف والدها ولم يكن يستعمل معها أو مع أخواتها القساوة والترهيب كما يشاع».
وعند سؤالها عن تبوئها مناصب سياسية في المستقبل القريب أجابت أن كل شيء وارد وكل الاقتراحات موجودة.
فائق الشيخ علي، النائب الليبرالي في البرلمان العراقي وأحد أبرز المعارضين للنظام البائد، علّق على كلام رغد حول والدها قائلاً إنه لم يكن لديه أي عداء أو خصومة مع رغد ولا مع أخواتها الأخريات، بل كانت معركته أيام المعارضة مع شخص والدها كحاكم دكتاتور.
وأضاف الشيخ علي في تصريح خاص لـ القبس ان رغد في مقابلتها مع قناة العربية أغدقت على والدها أوصافاً قد لا تكون حقيقية فيه، ووصفت عهد والدها وصفاً ليس قريباً من الواقع، مبررة له حروبه وقراراته القاسية.
وأضاف «إنني أعتقد بأن سبب دمار العراق هو صدام حسين.. لا بل هو مَنْ يتحمل مسؤولية مجيء هؤلاء الحكام الجدد للعراق بعد عام 2003».
وعن قول رغد «نحن أسياد العراق»، قال الشيخ علي: «إذا كانت تقصد بذلك حكم والدها فهو فعلاً تسيّدَ على العراق وانفرد بحكمه.. وإن كانت تقصد تاريخ الأسرة.. فقد جانبت الحقيقة، لأن صدام من أسرة هامشية وفقيرة».
وعن قولها «كان وقتنا وقت عز»، رد النائب العراقي قائلاً انه «لم يكن عهد صدام عهد عز لكل العراقيين.. بل كان عهد مذلة وامتهان لخصومه للأسف».
وأضاف الشيخ علي في تصريحه لـ القبس «تقول رغد ان الناس كانوا يأمنون على أولادهم، بينما الحقيقة كان الشاب حينما يخرج إلى الحرب أو الشارع وعليه مؤشرات أمنية لا يرجع إلى أهله».
وأردف: «تقول رغد لم يكن والدي عاشقاً للحروب، بينما هو في حقيقته كان متيماً بها، سواء الحروب الداخلية أم الخارجية! وتقول كان يُجبَر على اتخاذ القرارات، لكن لم يكن صدام يوماً مجبراً على اتخاذ أي قرار.. فخياراته كانت متعددة، ولكنه كان يلجأ دائما إلى القرار المدمر».
ولفت الشيخ علي الى ان صدام حسين ليس كما وصفته رغد بأنه «ما يحب الدم»، بل كان يتلذذ بمشاهد الدم، سواء عند قتل خصومه، أو في الحروب حينما تقدّم له الاستخبارات في تقاريرها أعداد الضحايا والجرحى فلم يكن يلتفت أو يهتم بأعدادهم مهما بلغوا.
وعن قول رغد إن والدها كان عاطفياً وحنوناً مع العراقيين مستشهدة بتسجيلات له، قال الشيخ علي لـ القبس: «بينما كان صدام حنوناً على ولديه وبناته وجنَّبَ ولديه خوض الحروب وحماهما، كان قاسياً وغير مكترث لأبناء الخايبات من العراقيات!».
وحول امكانية أن تلعب رغد مستقبلا دوراً سياسياً في العراق، قال النائب العراقي: «هذا ما لا أتمناه لسيدة ذُبِحَ أبوها وأخواها عدي وقصي بسبب السياسة وارتكابهم للجرائم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى