جان ماري توما-
يمكن الآن أن تبدأ رئاسة بايدن أخيرًا. فمحاكمة دونالد ترامب انتهت وحان الوقت لطي صفحة الرئيس السابق.
يريد بايدن أن يطبّق برنامجه في أسرع وقت ممكن وبأولويّة مطلقة: اعتماد خطته للإنتعاش الإقتصادي بمبلغ 1.900 مليار دولار.
بعد انتهاء اجراءات الإقالة، قال كريس كونز، سيناتور ديلاوير، أحد القريبين من الرئيس الجديد، «نحن البرلمانيون يجب أن نتحرّك وأن نوفّر المساعدة الإضافية للعاطلين عن العمل، والتصويت على الإستثمارات التي يحتاجها الأمريكيون ويستحقونها».
محاولة جو بايدن لكسب الأصوات
تجنّب جو بايدن التعليق على محاكمة دونالد ترامب، وفضل أن يظهر الأسبوع الماضي وهو يواصل العمل. وهكذا التقى بالعديد من الرؤساء الكبار، بما في ذلك وول مارت، دوغ ماكميلون، وجي بي مورغان، جيمي ديمون، الذين أشاد لهم بمزايا خطة التعافي الجديدة، وفق ما ورد في موقع «لي إيكو» الفرنسي.
أراد أن يُظهر للمعسكر الجمهوري أنه لا يعتبر دونالد ترامب قضية شخصيّة وأن أولويّته هي الحوار. كما تفاوض فريقه خلف الكواليس مع الطاقم الجمهوري لضمان عدم عرقلة الحزب الجمهوري لمشروعه.
ومن المقرّر أن تجتمع اللجان المختلفة المعنيّة في الأيام المقبلة، وترسل نص القانون إلى مجلس النواب الذي قد يصوّت عليه الأسبوع المقبل. لكن إقناع مجلس الشيوخ سيكون أكثر صعوبة، حيث أشار بعض أعضائه بوضوح إلى معارضتهم لأي خطة إنعاش إقتصادية ضخمة. حتى في صفوف الديمقراطيين، يتم انتقاد بعض النقاط، مثل رفع الحد الأدنى للأجور.
في الأيّام الأخيرة، تحدّث كل هؤلاء المعارضين مع فريق البيت الأبيض لمحاولة إيجاد حل وسط. قد يُجبر جو بايدن على التخلي عن بعض الإجراءات، لا سيما فيما يتعلّق بالحد الأدنى للأجور أو مقدار المساعدة المرسلة إلى كل أميركي – والمقرر الآن عند 1400 دولار. لكن الإجراءات الأخرى يمكن أن تحصل على دعم «الحزب الجمهوري»، مثل المساعدة المخطط لها للمجتمعات المحليّة.
أمّا من جانب الديموقراطيّون، يحاولون السير بسرعة، مع اقتراب موعد نهائي: 14 مارس، تاريخ انتهاء بعض المساعدات الفيدرالية للعاطلين عن العمل.
مضاعفة الزيارات والنشاطات
التقى بايدن بسكّان ولاية ويسكونسن، وهي ولاية انتزعها من دونالد ترامب في نوفمبر، والتي ترمز إلى محاولته استعادة الناخبين الشعبيين. يريد الرئيس الجديد أن يظهر أنه يقلب صفحة ترامب باحتلاله الميدان. ومن المقرر أن يزور يوم الخميس مصنعًا ينتج لقاح فايزر ضد فيروس كورونا في ميشيغان. يوم الجمعة، سيجتمع عن طريق الفيديو بمجموعة الدول الصناعية السبع، كما سيحضرمؤتمر ميونيخ الأمني.
لكن جو بايدن يرى أيضًا ما وراء خطّة الإنتعاش. يريد إحراز تقدم في خططه الاستثمارية بما يخصّ البنية التحتية والبيئة، وكذلك في إصلاح سوق العمل. وقد عقد بالفعل اجتماعات في هذا الصدد. إن بدا التوصّل إلى حل وسط ممكنًا بشأن المساعدات الطارئة في مواجهة كورونا، فإنّ هذه المواضيع تبدو أكثر حساسية.
