لبنان.. سيدات يخطن أكياساً لموتى «كورونا» بدل الثياب الملونة

في مشغل في جنوب لبنان، تفتقد أم عمر، خياطة الثياب الملونة، لمواسم الأعياد وطلاب المدارس، بعدما بات الطلب ينصبّ على أكياس سوداء، تُستخدم لدفن ضحايا كورونا، الوباء الذي حصد معدلات وفاة قياسية في البلاد منذ مطلع العام.
وتقول السيدة المشرفة على مشغل «الأم» في مدينة صيدا الساحلية لوكالة فرانس برس، من قبل كنا نخيّط ثياباً للعيد والحجاج وطلاب المدارس، كنّا نفرّح القلوب، أما الآن فبتنا مضطرين للقيام بهذا العمل الذي يتعب نفوس الجميع، لتلبية حاجة السوق حالياً.
في صالة المشغل الرئيسية، ينهمك معظم النساء في خياطة أكياس سوداء اللون، شبيهة بتلك التي توظب فيها البدلات الرسمية الجديدة أو الفساتين الأنيقة الطويلة، فيما تبدو الأقمشة والخيطان الملونة في استراحة.
وسجّل لبنان منذ مطلع العام، معدلات إصابات ووفيات قياسية بوباء كورونا، وبلغ إجمالي الحالات 343,584، إصابة بينها 4092 وفاة على الأقل منذ بدء انتشار الوباء في البلاد قبل عام.
ويشهد لبنان منذ منتصف الشهر الماضي إغلاقاً مشدداً، بدأ الأسبوع الماضي التخفيف من قيوده تدريجياً.
لا تتوقّف ماكينات الخياطة عن العمل في المشغل، الذي بدأ بهذا النمط مثل بقية المشاغل في العالم منذ جائحة كورونا، بينما تشرف أم عمر على مراحل الإنتاج، وتتابع السيدات اللواتي يلتزمن وضع الكمامات والتباعد الجسدي، ولا تتردد في إبداء رغبتها بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تفشي الوباء.
وبدأ لبنان في نهاية الأسبوع الماضي، حملة التلقيح مع وصول أولى الدفعات من لقاح فايزر-بايونتيك، ويأمل المسؤولون أن يتمكنوا من تطعيم أكثر من نصف السكان، البالغ عددهم حوالي ستة ملايين نسمة قبل نهاية العام.