خامنئي يحشد الإيرانيين لـ«رئاسية 2021»
قد يمنح نجاد الضوء الأخضر للمشاركة.. رغم الخلافات حوله

محمد مجيد الأحوازي
دعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الشعب إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل، رابطاً أمن البلاد واستقرارها بحجم المشاركة.
وقال خامنئي إن المشاركة الحاشدة والواسعة من قبل جميع أطياف المجتمع، بصورة حماسية، ستجلب الأمن للبلاد، وهي علاج للآلام المزمنة التي تعاني منها، مضيفاً أن «اختيار الشخص المناسب في هذه الانتخابات سيعجّل بتنمية إيران».
واعتبر المرشد أن أعداء إيران لا يريدون أن تنجح الانتخابات، مردفاً: «لذلك، كلما اقتربنا من موعد إجراء الانتخابات يبدؤون بمهاجمتها والتشويش على الرأي العام الإيراني. أحياناً يقولون ليست هناك حرية، وأحياناً يقولون النظام يعمل على هندسة الانتخابات، ويثبّطون عزيمة الناس لتقليل المشاركة».
وفي سياق متصل، علمت القبس من مصدر مطلع في إيران أن خامنئي صرّح قبل أيام، في أحد الاجتماعات مع كبار المسؤولين، بأنه في هذه المرحلة التي يمر بها النظام بمطبات سياسية واقتصادية وأمنية غاية في الخطورة «لا يهم من يرشّح نفسه في هذه الانتخابات، ما يهمنا في هذه المرحلة، وفي هذه الانتخابات، حشد الشعب الإيراني بأكمله للمشاركة بنسبة عالية أمام العالم في الاقتراع».
مصدر مقرّب من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، أبلغ القبس أن خامنئي يقصد في حديثه «ترشيح نجاد»، وأنه قد يوافق على هذا الترشيح، على الرغم من وجود معارضة شرسة من كلا التيارين (المحافظين والإصلاحيين) بجانب الحرس الثوري، لترشّح نجاد لـ«رئاسية 2021».
وأضاف المصدر: «يعلم المرشد خامنئي تماماً أن ترشح نجاد سيدفع شرائح واسعة ومختلفة من المجتمع للمشاركة في الاقتراع، فخلال الأيام الماضية استقبل مكتب نجاد وفوداً عدة، تشمل أغلب الأقليات والقوميات التي دعته إلى أن يرشح نفسه نيابة عنهم».
يذكر أن المرشد رفض ترشّح نجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2017، ورغم ذلك فقد يرشح نجاد نفسه مجدداً في الانتخابات المقبلة، حيث ظهرت بوادر هذا التوجّه في نشاط نجاد الأخير وزياراته الداخلية، التي وصفت بأنها «حملات انتخابية».
ويقول تيار نجاد إن «هناك مطلباً شعبياً كبيراً لدعوة نجاد إلى المشاركة في الانتخابات»، مبيناً أن «منزل الرئيس السابق في منطقة نارمك بطهران أصبح محطة لشرائح مختلفة من الشعب، وخلال الأسبوعين الماضيين – وفقاً للصور التي نشرها موقع وقناة الرئيس السابق على تلغرام – التقى نجاد مجموعات كبيرة من مختلف المحافظات، بدعوة رسمية من قبله إلى مقر إقامته، ومن النقاط المثيرة للاهتمام في هذه الاجتماعات وجود مجموعات عرقية، مثل الأكراد والبلوش تُطالب نجاد بخوض هذه الانتخابات».
ويعد تطبيق «تلغرام» إحدى أهم الشبكات الاجتماعية في إيران، مع أكثر من 50 مليون مشترك، وتنتشر فيه بشدة حمّى استطلاعات الرأي، التي كانت المنافسة الرئيسة فيها بين رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وزعيم التيار الإصلاحي محمد خاتمي وإسحاق جهانغيري نائب الرئيس حسن روحاني، ويظهر نجاد في مقدمة هذه الاستطلاعات، بفوارق عالية جدّاً.
ويهدد تيار نجاد بعدم المشاركة في الانتخابات في حال رفض المرشد ترشح نجاد، وقد يلجأ إلى الشارع إذا تطلب الأمر ذلك، في حين حتى الآن لا إشارات واضحة على موافقة خامنئي على ترشح نجاد.
وأكد مصدر إيراني مطّلِع لــ القبس أن نجاد ينتظر الضوء الأخضر من المرشد، ليترشّح ويدعو تياره وأنصاره إلى المشاركة بصورة حاشدة في الانتخابات.