طهران لواشنطن: نريد أفعالاً.. ولا تفاوض على «الصاروخي»
روحاني يحرِّك مياه الدبلوماسية الراكدة: مستعدون للقاء مدير «الذرية»

وسط تجاذب مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني تمسّك بلاده برفع العقوبات قبل أي تفاوض على الاتفاق النووي: «إذا رفعوا (الأميركيون) العقوبات، سيتم حل كل شيء. إذا رفعوا العقوبات اليوم، سنطبق التزاماتنا في الصباح التالي نحتاج بضع ساعات فقط للتحقق من أن العقوبات تم رفعها (…) وعندها سنعود إلى التزاماتنا». وأكد روحاني رفض بلاده لأي توسيع لبنود الاتفاق أو تعديل فيها: «لن تتم إضافة أي بنود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، لا القضايا الإقليمية، ولا برامج التسلح الدفاعي الإيرانية».
وخاطب الأوروبيين، بالقول: «لتعلم أوروبا أنه لو كنا نريد القبول بمجرد مناقشة موضوع الصواريخ (البالستية) والمنطقة، وليس إضافتهما إلى الاتفاق النووي، لعاد ترامب عن مساره».
لكن روحاني أبقى نافذة للدبلوماسية، مبدياً استعداد بلاده لاستضافة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، مجدداً التأكيد على أن طهران لن توقف تعاونها بالكامل مع المفتشين، اعتباراً من الأسبوع المقبل.
من جهته، قال المرشد علي خامنئي: «سمعنا الكثير من الأقوال والوعود الجيدة التي انتُهكت على أرض الواقع، لا جدوى في الكلام والوعود، بل هذه المرة نطلب العمل بالوعود، وإذا لمسنا ذلك من الجانب الآخر سنقوم بالعمل أيضاً».
وكان خامنئي أكد في خطاب، الأسبوع الماضي، أن إيران لن تعود الى التزاماتها قبل أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات «بشكل كامل، وليس فقط بالكلام أو على الورق».
وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ذكر بدوره أن «الإدارة الأميركية الحالية تنتهج سياسة الغطرسة نفسها التي اتبعتها الإدارة السابقة».
وتأتي هذه المواقف الإيرانية بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الطريق إلى الدبلوماسية مفتوح الآن، إلا أن طهران لا تزال بعيدة عن الالتزام بتعهداتها. مشيرا إلى أن الاتفاق النووي كان «فعّالاً للغاية في قطع جميع المسارات على إيران وقتها لإنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي.. ومن المؤسف للغاية أننا انسحبنا منه». وأكد أن سياسة الولايات المتحدة لا تزال تقضي بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وقال إن «الخطوة الأولى» يجب أن تكون عودة إيران إلى الامتثال لبنود الاتفاق وستكون هناك حاجة أيضاً إلى العمل على اتفاق «أطول وأقوى وأشمل من الاتفاق الأصلي».
وفي هذا السياق، رأت مجلة فورين بوليسي إن «على أميركا أن تحاول بسرعة العودة النظيفة إلى الاتفاق باتباع نهج الامتثال مقابل الامتثال.. لن تقوض هذه الخطوة النفوذ الأميركي، بل ستعززه، وستسمح لأميركا بإيقاف عقارب الساعة بشأن التقدم النووي الإيراني، والتخفيف من احتمال المواجهة العسكرية، واستعادة الجهود الدبلوماسية متعددة الأطراف».