الشرق الأوسط

نصرالله يلوح بحرب أهلية لمواجهة «تدويل لبنان»

مصدر نيابي لـ القبس: مشروع التدويل جدي.. ونعمل على بلورته

بيروت – أنديرا مطر
بموازاة تصاعد السجال السياسي في لبنان، على خلفية تعطيل تشكيل الحكومة، يتكثف الاهتمام الدولي باتجاه بيروت، من باب تفعيل التحرك الفرنسي، ورفدها بدخول العامل الروسي على خط الأزمة، الذي ذكرت مصادر سياسية أنه لا يتناقض معها.
واعتبرت المصادر أن عودة الاهتمام الدولي تنطلق من ملفين: تشكيل الحكومة لوقف الانهيار، وملف ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني، المعلقة مفاوضاته منذ نوفمبر.
وتقرأ المصادر استمرار المناورات العسكرية الصهيونية قرب الحدود من باب الضغط على لبنان في هذا الملف تحديداً في حال استئناف المفاوضات.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تطرق في كلمته بذكرى شهداء حزبه إلى الوضع بين الحزب والكيان الصهيوني، معتبراً أن التهديدات الصهيونية لعبة خطرة. لكنه ردّ على التهديد بالتهديد، وقصف الهدف بالهدف، معتبراً أن الأيام القتالية قد تؤدي إلى حرب، وأي محاولة من قبل الاحتلال لتنفيذ أي عملية ستواجه برد قوي.
نصرالله تناول الشأن الداخلي، واضعاً عناوين المرحلة المقبلة من الملف الحكومي إلى مسألة التدويل عبر الذهاب إلى الأمم المتحدة، معتبراً أن التدويل يعني الدعوة إلى الحرب الأهلية.
ومرة جديدة، رفع نصرالله شماعة التوطين، ملوحاً بأن أي تدويل قد يفتح الطريق أمام توطين الفلسطينيين أو السوريين، أو في ملف ترسيم الحدود وتضييع الحقوق والحدود، مبيناً أن هذا الطرح هو مدخل خطر.
ورد كذلك على النائب أنور الخليل، الذي توجه إلى رئيس الجمهورية، مهدداً بأنه في حال عدم تشكيل الحكومة فقد يصدر قرار أممي تحت الفصل السابع. ولفت نصرالله إلى أن هذا الكلام مرفوض، وأي تدويل أو فصل سابع يعني الدخول في حرب، لأن الموضوع أكبر من الخلافات المحلية.
وفي هذا السياق، أبلغ مصدر نيابي معارض القبس أن نصرالله لم يكن ليثير مسألة التدويل لولا علمه أن الموضوع بات يتخذ أبعاداً جدية، باعتبار أن حل أزمة لبنان المتشابكة محلياً وإقليمياً لن يأتي إلا عبر تدخل دولي يقلّص نفوذ حزبه، أو بالحد الأدنى يفقده هيمنته على الساحة السياسية.
وإزاء تصاعد الأصوات المطالبة بالاستعانة بالأمم المتحدة للتدخل في الشأن اللبناني، بعد تفاقم الشعور العام بعجز القوى السياسية عن التوصل إلى مخرج، كشف المصدر أن الفريق المؤيد لتدويل المسألة اللبنانية، ومن بينه قوى وأحزاب مسيحية وإسلامية، يعمل جدياً على بلورة هذا الملف، من خلال مواقف تضامنية مع البطريرك الراعي، تعيد إلى البطريركية المارونية دورها في إرساء سيادة لبنان بوجه أي وصاية من أي جهة كانت.
ولفت إلى أن العمل يجري على أكثر من خط داخلي وخارجي، كاشفاً أن بعض الأطراف توسّع إطار عملها، وتتواصل مع سفارات وجهات غربية، لنقل وجهة نظرها المؤيدة لتدخل أممي يمنع تفتّت لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى