مدارس أميركية تهمل «شهر الأفارقة»
مواطنة ابتكرت طريقة لتعليم ابنتها دور أصحاب البشرة السمراء في تشكيل تاريخ الولايات المتحدة

ولاء عايش-
عندما أدركت تشونسيا بويد روجرز أن ابنتها آفا البالغة من العمر 5 سنوات لم تكن تعلم عن «شهر الأفارقة» شيئاً، قررت أن تعلمها ذلك بنفسها.
كان ذلك في فبراير 2015، نظرت الأم روجرز إلى تقويم مدرسة آفا ورأت أنها لم تخطط لتدريس الطلاب عن شهر فبراير المخصص للتذكير بإنجازات الأفارقة، رغم أنها تعترف عادةً بالاحتفالات والأعياد الثقافية الأخرى.
تقليد سنوي
بويد روجرز (37 عام)، أصرت على تعليم ابنتها دور أصحاب البشرة السمراء في تشكيل تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وابتكرت طريقة لذلك. صحيفة واشنطن بوست أعدت تقريراً عن تلك المرأة ونقلت تجربتها. وأفادت أنها حرصت سنوياً على الاحتفال بشهر فبراير عبر جعل ابنتها تقلد إحدى الشخصيات المؤثرة من خلال ارتداء نفس الملابس وتسريحة الشعر. من ثم تقوم الوالدة بتصوير ابنتها وتنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت:«أريد أن يعرف الناس أن تاريخ الأفارقة هو التاريخ الأميركي، إنه تاريخ العالم».
ومن أبرز الشخصيات اللواتي تم تقليدها، الشاعرة فيليس ويتلي، ميشيل أوباما سيدة البيت الأبيض السابقة، المغنية إيلا فيتزجيرالد، مقدمة البرامج الحوارية أوبرا وينفري، السياسية والدبلوماسية كوندوليزا رايس بالإضافة إلى بعض النساء الأقل شهرة.
شهر الأفارقة
في فبراير من كل عام يحتفل الأميركيون بشهر الأفارقة، حيث يقومون بالتذكير بأدوار مهمة لعبها أشخاص من أصل إفريقي في تشكيل تاريخ البلاد وساهموا في تعزير المساواة والقضاء على العنصرية.
بدأت الفكرة عام 1926عندما اختار كارتر وودسون المؤرخ الأميركي الأسبوع الثاني من فبراير للاحتفال بتاريخ الإفريقيين ومشاهيرهم ومبدعيهم الذين كافحوا من أجل الحرية والعدالة، سبب اختياره لهذا الأسبوع هو أنه يتصادف مع ميلاد شخصيين معروفين بنضالهما من أجل تحرير الأميركيين من أصول إفريقية من التمييز، وهما إبراهام لنكولن الرئيس الأميركي السادس عشر، وفردريك دوغلاس الكاتب الكبير.
في البداية كانت فكرة وودسون بأن تكون الاحتفالات لمدة أسبوع، لكن في عام 1976 تم توسيعها إلى مدة شهر، وأنشأ بعدها جمعية لدراسة تاريخ ذوي البشرة السمراء.وكان الرئيس لنكولن قد وقع على إعلان إلغاء العبودية عام 1863 أما دوغلاس، الذي أصبح بعد تحرره كاتبًا، فكان أحد أهم دعاة التحرير من العبودية والدفاع عن حقوق الأفارقة في أميركا.