لقاح كورونا: لماذا يُعد ظهور بعض الآثار الجانبية علامة جيّدة؟

جان ماري توما-
في الساعات أو الأيام التي تلي التطعيم ضدّ كورونا، سواء بعد حقن «فايزر» أو »موديرنا» أو «سترازينيكا»، قد تحدث بعض الآثار الجانبية الخفيفة. من بينها الشعور بالتعب، الصداع وآلام العضلات أو المفاصل أو حتى الحمى الموقّتة.
إذا كان الشعور بهذا النوع من الأعراض، والذي يظهر بشكل عام أثناء تناول الجرعة الثانية، مزعجًا، ويمكن أن يكون مقلقًا، فهو في الحقيقة «علامة جيّدة ومتوقعة تمامًا»، كما يؤكد عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت، مدير المعهد الصحة العالمية في جامعة جنيف- سويسرا.
تفسير مناعة اللقاح
تشهد هذه الآثار الجانبية على «مناعة اللقاح»، أي قدرته على تحفيز استجابة مناعية قادرة على حماية الشخص من العدوى بواسطة الجراثيم أو مسبّبات المرض، وفق ما ورد في موقع «سي نيوز» الفرنسي.
بمجرد حقن المادة، سيطوّر الجهاز المناعي أجسامًا مضادة وخلايا مناعية محدّدة تحمي الجسم. وتشهد هذه العلامات السريريّة الحميدة على أن هذه الآلية تعمل بشكل صحيح.
ويصر العالم فلاهولت على أنّ «هذا رد فعل طبيعي لجسم الإنسان على جسم غريب». ولكن يوضح الاختصاصي: «إن لم يشعر المريض بأي شيء، فهذا لا يعني أنّ اللقاح لا يعمل أوغير فعّال. لدينا جميعًا ردود فعل مناعيّة مختلفة».
يشير أنطوان فلاهولت إلى أن هذه الآثار الجانبيّة تظهر بشكل خاص بعد حقن «لقاح حي»، مثل اللقاح ضد الحصبة والحمّى الصفراء وفيروس كورونا الذي طوّره مختبر أسترازينيكا وجامعة أكسفورد.
مزيد من الآثار المتكرّرة مع أسترازينيكا
للتذكير، فإنّ هذا الأخير يعتمد على ما يسمّى بتكنولوجيا «ناقل الفيروس». بتعبير أدقّ، يستخدم فيروس غداني الشمبانزي كحامل للفيروس، وهو فيروس غير ضار يحمل جين بروتين «S» (Spike) من « SARS-CoV-2»، والذي تم تكييفه لمحاربة كورونا.
بعد إعطاء المادة، ستصنع الخلايا بروتين «S» من تلقاء نفسها وتحفّز إنتاج أجسام مضادة محدّدة ضد هذا المستضدّ.
وفقًا لبيانات الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية، تم الإبلاغ عن 149 حالة من الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا (ارتفاع في درجة الحرارة، أوجاع في الجسم أو صداع) بين 6 و10 فبراير، في فرنسا، مع العلم أنه تم تطعيم ما يقارب 10000 شخص خلال هذه الفترة.
أمّا بالنسبة للقاحات «Pfizer / BioNTech» و»موديرنا»، فهي تعتمد على التكنولوجيا المبتكرة المعروفة باسم «messenger RNA»، وهي خيوط من التعليمات الجينية، «غالبًا ما يتم تحمّلها بشكل أفضل»، كما يشير عالم الأوبئة.