أزمة الدولار في لبنان تصل إلى ذروتها.. ما السبب؟

جان ماري توما-
اسيقظ اللبنانيّون اليوم على فاجعة اقتصاديّة ولكن غير مفاجئة، فلا شيء في لبنان لا سياسيًّا أو اجتماعيًّا يبشّر بالخير.
وصل سعر صرف الدولار إلى 9500 ليرة لبنانيّة، وهي ذروة الأزمة…حتّى الآن.
ومع كل ارتفاع في سعر الصرف، تشتدّ قبضة الغلاء المعيشي على أعناق اللبنانيّين. الأسعار على رفوف المتاجر تحلّق عاليًا. وصرخة اللبناني تعلو أكثر ولكن لا إجابة مطمئنة.
لماذا ارتفع سعر صرف الدولار بسرعة في الأيام الأخيرة؟
كما ذكرنا لامس الدولار عتبة الـ9500 ليرة لبنانيّة، والسبب الأوّل والمباشر يعود إلى المسار السياسي المظلم. فبعد أشهر من الإجتماعات والتصاريح لم يفلح المسؤولون بتشكيل حكومة إنقاذيّة تفسح في المجال أمام المساعدات الخارجيّة.
لذلك، اللبناني الذي لديه بعض الدولارات يحتفظ بها للأيام الأشدّ صعوبة، وبالتالي كل من يحاول شراء الدولار لا يجده متوفّر بطرق شرعيّة، فيلتجئ بطبيعة الحال إلى السوق السوداء. إذًا، في هذه السوق، مع اشتداد الطلب على الدولار من دون وفرة العرض، يرتفع سعر الصرف تلقائيًّا.
أمّا السبب الثاني، فهو أنّ الصرّافين الرسميّين والمرخّصين في البلاد لا يتداولون حاليًّا بالدولار الأميركي بيعًا وشراءً. والسبب عدم حصولهم على الدولار المدعوم من المصرف المركزي منذ بدء الإقفال التام للبلاد، جرّاء انتشار فيروس كورونا، أي منذ أكثر من شهر تقريبًا.
رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائيّة يحذّر
أصدر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي بيانًا رفع فيه الصوت، تعليقًا على عودة سعر صرف الدولار إلى الإرتفاع. وحذّر من أنّ الأمن الغذائي بخطر طالما أنّ الأوضاع تسير على النحو المجهول.
قال بحصلي: «اليوم نطلق هذه الصرخة، لأن كما نرى فإن التعاطي بإدارة شؤون البلاد لا ترقى بطموحات المواطنين التوّاقين الى العيش الكريم، وتشكل خطرًا ليس فقط على الأمن الغذائي إنما على كيان لبنان». وأعلن أن «من جهتنا، كنا قد شدّدنا مرارًا وتكرارًا على ضرورة الإسراع في وضع حلول نهائية لتأمين ديمومة الأمن الغذائي للبنانيين، كما أكّدنا على ضرورة الإقلاع عن دعم السلع واستبدال ذلك بتأمين بطاقات تمويلية للأسر الأكثر عوزًا، واليوم نحذّر من أن الأوضاع ليست بخير، وإن الحفاظ على الأمن الغذائي للبنانيين سيصاب في الصميم في حال لم تتحمّل القوى السياسية مسؤوليتها الوطنية والتاريخية، بتغيير النهج الانحداري وبالمباشرة فورًا بتشكيل حكومة تكون قادرة على قيادة لبنان الى بر الأمان».
رغم مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانوييل ماكرون واتصاله المتكرّر بالزعماء اللبنانيّين، إلّا أنّ رئيس البلاد ميشال عون والرئيس المكلّف بالتشكيل سعد الحريري، لم يتّفقا بعد على صيغة حكوميّة واضحة.
ومع اشتداد حدّة التصاريح بين الرئيسين وخطّهما، سعر صرف الدولار يدعس بنزينًا، ولن تعمل المكابح إلّا عند ظهور بارقة أمل تبشّر اللبنانيّين.