هل ينتفض الجزائريون غضباً على براءة نظام الحُكم السابق؟

عندما تسمع خبراً بالبراءة لأحد بغض النظر عن معرفته أو لا تتراكض الأفكار لذهنك مترابطة متشابكة محدثة ذبذبات تترجم فوراً على شكل فرحة وابتسامة، هذا المعتاد، لكن هذا الحال قد لاينطبق على الجزائريين عند سماعهم حكم محكمة الاستئناف العسكرية في البليدة الذي أصدرته اليوم، والتي تبرأ فيه كلّ من السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ومديرين سابقين للاستخبارات ورئيسة حزب بالبراءة من تهمة التآمر على الجيش والدولة.
وبحسب مصدر قضائي تحدث لوكالة فرنس برس، فإن سعيد بوتفليقة سيتم تحويله إلى سجن مدني في انتظار محاكمته في قضايا أخرى تتعلق بالفساد خلال العشرين سنة من حكم شقيقه.
نقض الحكم
وكانت المحكمة العليا قد نقضت حكم المحكمة العسكرية بالبليدة بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً صدر بحقّ كلّ من السعيد بوتفليقة والجنرالين محمد مدين الملقب بتوفيق وعثمان طرطاق، بالإضافة إلى السياسية التروتسكية لويزة حنون، التي كان قد تم الإفراج عنها في فبراير بعد تخفيض عقوبتها.
وكان المدانون الأربعة قد أوقفوا في مايو من عام ألفين وتسعة عشر، وحُكم عليهم في سبتمبر من نفس العام بالسجن خمسة عشر عاماً، إثر محاكمة خاطفة بتهمة التآمر على سلطة الجيش والدولة، واتهموا بالاجتماع في مارس من عام ألفين وتسعة عشر لتحضير خطة لإثارة البلبلة داخل قيادة الجيش، التي كانت تطالب علناً في حينه باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بهدف وضع حد للأزمة السياسية وسط استمرار الحراك الاحتجاجي ضد النظام.
غضب الشارع
ويقول مراقبون إن الشارع الجزائري غاضب تارة ومتعقل تارة أخرى منذ مايقارب الثلاث سنوات يحاول إيجاد مخارج لأزمته المقعدة منذ عقود، والسؤال هنا هل سيكون حكم المحكمة العسكرية الشعرة التي ستقصم ظهر البعير ،وستجبر السلطات في البلاد على اتباع نهج مغاير للمسايرة على حساب شعب أنهكته العبارات السياسية الرنانة …الترقب سيد الموقف.